اقتصاديون ألمان يدعون لاستقطاب العقول الأكاديمية من الولايات المتحدة

اقتصاديون ألمان يدعون لاستقطاب العقول الأكاديمية من الولايات المتحدة
العمل في ألمانيا - أرشيف

دعا اقتصاديون ألمان، اليوم الثلاثاء، إلى إطلاق حملة توظيف تستهدف الباحثين المقيمين في الولايات المتحدة الذين يشعرون بالاستياء من سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدين أن ألمانيا، بصفتها أكبر اقتصاد في أوروبا، يمكنها الاستفادة من استقطاب العقول المتميزة.

وفي مقال نشرته مجلة "دير شبيغل"، اقترح ثمانية اقتصاديين بارزين أن تمول الحكومة الألمانية ما يصل إلى 100 منصب أكاديمي في الجامعات الألمانية للعلماء المتميزين الذين يعيشون حاليًا في الولايات المتحدة.

واتهم الاقتصاديون الإدارة الأمريكية بـتقويض الحرية الأكاديمية، مشيرين إلى تخفيضات تمويلية كبيرة في جامعات مرموقة مثل كولومبيا وجونز هوبكنز، إضافة إلى تهديدات بترحيل الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات.

وقال الاقتصاديون في مقالهم: "لدى ألمانيا وأوروبا الآن فرصة لعكس مسار هجرة الأدمغة وجذب الباحثين العالميين إلى مؤسساتها".

استلهام الاستقطاب من أينشتاين

اقترح الاقتصاديون، ومن بينهم موريتز شولاريك، رئيس معهد كيل للاقتصاد العالمي، تسمية حملة التوظيف تيمّنًا بعالمي الفيزياء ألبرت أينشتاين وليز مايتنر، اللذين فرّا من ألمانيا خلال ثلاثينيات القرن الماضي بسبب صعود النظام النازي.

وأضافوا: "في ظل الاضطرابات التي يشهدها النظام الأكاديمي الأمريكي، يمكن لألمانيا أن توفر الاستقرار، الحرية، والفرص للأكاديميين"، مشيرين إلى أن "الولايات المتحدة التي كانت يومًا الوجهة الأولى للبحث العلمي بدأت تفقد سمعتها".

ضغوط على الجامعات الأمريكية

استهدفت إدارة ترامب مؤسسات أكاديمية شهدت احتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث ألغت تأشيرات مئات الطلاب الذين شاركوا في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين. 

وُفرضت مراجعات صارمة على التمويل المقدم لجامعات بارزة مثل كولومبيا، حيث تم تجميد 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي.

وفي جامعة جونز هوبكنز، أدت تخفيضات في التمويل الحكومي تجاوزت 800 مليون دولار إلى تسريح أكثر من 2000 موظف، مما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية.

عقبات متزايدة أمام الأكاديميين

لم تقتصر الإجراءات الأمريكية على الطلبة، بل امتدت إلى العلماء الأجانب، حيث رُحِّل عالم فضاء فرنسي أثناء محاولته دخول الولايات المتحدة، بعد أن أجرى مسؤولو الحدود فحصًا لهاتفه واعتبروه ينشر رسائل "كراهية" ضد السياسة الأمريكية.

وفيما أكدت السلطات الأمريكية أن سبب منعه كان حيازته معلومات سرية من مختبر نووي، اعتبر مسؤولون فرنسيون أن القرار يعكس تضييقًا متزايدًا على الأكاديميين الأجانب.

ومع تصاعد القيود على الحرية الأكاديمية في الولايات المتحدة، يرى الاقتصاديون الألمان أن بلادهم تمتلك فرصة ذهبية لاستقطاب العقول العلمية المتميزة، وتعزيز مكانتها كوجهة رائدة في البحث والتطوير، في ظل التغيرات التي يشهدها النظام الأكاديمي الأمريكي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية